الخميس، 30 يوليو 2009

أستقلالية المرأة .. هل يعني التخلي عن الرجل





أستقلالية المرأة وكيانها هو الذي اسعى اليه في هذا الموضوع !!!
أن الجدل القائم حول أستقلال المرأة independent يشكل مدخلا لمفهوم الاخلاق النسوية وهذا الاخر كان قد احدث نظرية الفلاسفة التقليديين الذين يشيدون بعواطف المرأة وجمالها وسحرها وان عليها تقديم التنازلات عن كل متطلباتها وان افضل خدمة تقدمها هو ان يتزوجن وينشئن اطفال ويكرسون انفسهم بخدمتهم وبخدمة ازواجهن ..
فان استقلالية الفرد تعني عدم الاعتماد على الاخر وتحقيق متطلباته بنفسه والاعتماد على نفسه في أتخاذ القرارات وعدم تدخل الاخرين به وهذا الالتباس في المفهوم ادي الى ان لا قيمة الى ماتعمله المرأة من اهتمام بالاخرين .. وان الكثير من النساء لا يمارسن هذه الخدمات عن طيب خاطر منهن .
فان الاستقلال التام عن الرجل أمر اجده مستحيل فهو غير الاب والزوج والحبيب فهو الأبن الذي يظل بحاجة الى رعاية الام وقتا من الزمن فمن يطالب باستقلالية عنه المفروض المطالبة بالاستقلالية المادية فقط وهذا من وجه نظري ..
حتى عندما نجد الا ستقلالية المادية فهذا يعتمد على مقومات عديدة لا يمكن للمرأة الوصول اليها الا من خلال الراتب المحدد ..
وايضا من جهة أخرى ومن وجهة نظري لا علاقة بين استقلالية المرأة المادية وحريتها عليها أولا أن تعي ذاتها ومسؤوليتها وأن تدرك أن حريتها هي على قدر ما تحقق من طموحات وعلى قدر مبادرتها في مساهماتها في بناء المجتمع ثم الإدراك لأهمية دورها الفعال فيه ..
ولا ننكرر بان الاستقلالية المادية تعطي القليل من الحرية للمرأة اذ يكفي شعورها بانها غير محتاجة لاحد ولا تابعة لاحد وهذا يخولها في ان تكون مستقلة بجوانب اخرى منها الفكرية والاجتماعية ايضا .. فاستقلال المادي مهم فهو يخولها اثبات الذات والثقة بالنفس ووالاقدام على جميع اتجاهات الحياة ..
ولكن لا نستطيع القول بان الرجل مازال غير مسيطر على مجتماعاتنا وخاصة الشرقية منها فكم سمعنا عن حالات ينتقم الرجل منه من زوجته فقط لان مستواها التعليمي او الثقافي اعلى مرتبة منه !!!
فانا لا اعتقد ان المرأة قد نالت حريتها وان خرجت للعمل مع انها تكون قد حققت جزء من منه ولكن مازال عليه بهذا ن تتنازل عن الكثير لتحقيقه وان تتكيف مع محيطها وتتنازل عن الكثير من الاراء لاجله ..
جهة أخرى ومن وجهة نظري لا علاقة بين استقلالية المرأة المادية وحريتها, عليها أن تعي ذاتها ومسؤوليتها وأن تدرك أن حريتها هي على قدر ما تحقق من طموحات وعلى قدر مبادرتها في اسهامات بناءة في المجتمع ثم الإدراك لأهمية دورها الفعال.‏

ونرى أيضا في مجتمعاتنا ان المرأة المسلمة ما زالت غافلة عن الدور الذي تلعبة ضمن الاطار الديني للمجتمع واهميته وأن بامكانها ان تحدث تغيرا ايجابيا من وراء استقلاليتها في الاطار الديني في مجتمعاتنا ..فمازالت وسائل الاعلام تساهم في نقل الصورة عن المرأة المسلمة بجعلها دورا هامشيا يتم توجيهها نحو الامور الفارغة والسطحية التي لا جوهر لها لتبقى صورتها مهمشة في مجتماعاتنا ..
أن تخوف البعض بل الكثيرين من أستقلالية المرأة يدل على جهل الاطراف المعنية او احد الاطراف من المفهوم الديني للاستقلالية فالمراة المسلمة على وعي كافي ادراك وانا اقصد المتمكنة من علمها وثقافتها ان هذا الامر ليس سبب رئيسي للصراع وانما هو سبب لتكامل الادوار بين افراد المجتمع الواحد لان كل منا يكمل الاخر ولا اتسغناء لاحد الطرفين على الاخر مهما تغيرت الازمنة والمعطيات وهذا بحاجة الى قدر اكبر للعمل سويا وبحاجة الى اكبر قدر من التوعية للطرفين ....
هذه ارئي الشخصية ولكم حرية التعبير وليس من الضرورة ان تكون من معايشتي الخاصة ولكن !!!

->إقراء المزيد...

السبت، 25 يوليو 2009

قصتي مع الفراق



جمعت حروفي هنا اليوم لاكتب قصتي عن الفراق ..

ماذا باليد حيلة نفعلها عندما يفارقنا أعز الناس علينا عندما يبتعد اعز الاحبة عنك ويركك هائما في وحدتك وعندما تمد يد العون لا تجدها او عندما تبحث عن شخص تفهمه ويفهمك فلا تجده في هذا الزمن ..
عندما تفارقك السعادة وتسعى لايجاد من كنت تصادقه وتعزه قد اختفى فلا تجد اعز الناس من حولك ..
الفراق من اصعب الاشياء في هذا الكون عندما تنحرم من شخص كان قد دخل حياتك واصبحت روحه داخله فيك .. واصبح جزء من حياتك ..
فهو نار لا يحسها الا كل من التوى بنارها واحس بها ..
فمنذ يومين سمعت بنأ وفاة والده اخت لي في الله .. احزنني الامر بشدة فالقراق قاسي بانواعه فما بالك باقرب الناس اليه واحنهم عليه .. وبنفس اليوم ودعت أعز صديقة لدي لقد فرقتنا السنين بعد عشرة العمر واعتبرها من اجمل ما بنيت من صداقات ..
وقفت حائرة .. فكان لساني الدمع وحديثي الصمت ,, وبصراحة افتقدها الان فها أنا اكتب موضوعي هذا واحس بدمعة في عيني .. فهذه سنة الكون وقانون من قوانيه فيوم لك ويوم عليه ..
ولكنني لن اقف بمكاني بلا حراك فالزمن والحياة مستمرة ولن تقف عندي فمهما بكينا وتألمنا لن نرجع ما كان ولن نعيد الايام ..
بل سألقي ستار الامل ونطوي صفحة الفراق وساكون مثل البحر يلقي بالهموم في أعماقه ولا يعيرها اهتماما ويعود بحر هادئ من جديد ..

ولن اكبل نفسي بقيود فاسعد الاخرين وانا اشقى ومن حولي يضحك واكون كمن قال الشاعر فيهم :

وأسعدت الكثير وانت تشقى
وأضحكت الانام وانت تبكي
فإذا اصبحت عش تحت شمس يومك
ولا تلتفت لأمسك لأنه قد خيم عليه الظلام ..
وفكر بيومك وغدك ..
وإذا امسيت عش تحت ضوء قمر ليلتك
ولا تلتفت لشمس نهارك لانها رحلت وحل محلها الظلام ..

فلقد آلامني الفراق كثيرا عند حضورة ولا اريده أن يتكرر فقد كان قاسي على فقد افقدني أعز الاصحاب فيا فراق ابتعد عني ..لانني مازلت ضعيفة ولن أقوى على فراق آآخر فلا يمكنني الالتماس لديك ولا يمكنني الاختباء منك .. فانسني يا فراق ..

->إقراء المزيد...

الاثنين، 20 يوليو 2009

الإسراء والمعراج.. قيادة جديدة للعالم




نقلا عن مقال للدكتور يوسف القرضاوي ..
نعيش هذه الايام ذكرى الاسراء والمعراج وهي من أعظم الليالي التي مرت على الاسلام .. هذه الرحلة العظيمة التي تحددت المرور ببيت المقدس والمسجد الأقصى والصلاة بالأنبياء.. كان إيذانًا بأن القيادة قد انتقلت إلى أمة جديدة وإلى نبوة جديدة ، إلى نبوة عالمية ليست كالنبوات التي سبقت نبؤة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ..
فالاسراء هي الرحلة الارضية التي قامبها نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام من مكة المكرمة الى القدس والمعراج رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السموات العلا ، إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل ، إلى سدرة المنتهى ، إلى حيث يعلم الله عز وجل ..
هاتان الرحلتان كانتا محطة مهمة في حياته (صلى الله عليه وسلم) وفي مسيرة دعوته في مكة، بعد أن قاسى ما قاسى وعانى ما عانى من قريش، ثم قال: لعلي أجد أرضًا أخصب من هذه الأرض عند ثقيف، عند أهل الطائف، فوجد منهم ما لا تُحمد عقباه، ردوه أسوأ رد، سلطوا عليه عبيدهم وسفهاءهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى أدموا قدميه (صلى الله عليه وسلم)، ومولاه زيد بن حارثة يدافع عنه ويحاول أن يتلقى عنه هذه الحجارة حتى شج عدة شجاج في رأسه.

لماذا الإسراء والمعراج؟

خرج عليه الصلاة والسلام دامي القدمين من الطائف ولكن الذي آلمه ليس الحجارة التي جرحت رجليه ولكن الكلام الذي جرح قلبه؛ ولهذا ناجى ربه هذه المناجاة، وبعث الله إليه ملك الجبال يقول: إن شئت أطبق عليهم الجبلين، ولكنه (صلى الله عليه وسلم) أبى ذلك، وقال: إني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون..
ثم هيأ الله تعالى لرسوله هذه الرحلة، الإسراء والمعراج، ليكون ذلك تسرية وتسلية له عما قاسى، تعويضاً عما أصابه ليعلمه الله عز وجل أنه إذا كان قد أعرض عنك أهل الأرض فقد أقبل عليك أهل السماء، إذا كان هؤلاء الناس قد صدّوك فإن الله يرحب بك وإن الأنبياء يقتدون بك، ويتخذونك إماماً لهم، كان هذا تعويضاً وتكريماً للرسول (صلى الله عليه وسلم) منه عز وجل، وتهيئة له للمرحلة القادمة، فإنه بعد سنوات قيل إنها ثلاث سنوات وقيل ثمانية عشر شهراً (لا يعلم بالضبط الوقت الذي أسري فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم) إنما كان قبل الهجرة يقيناً، كانت الهجرة وكان الإسراء والمعراج إعداداً لما بعد الهجرة، ما بعد الهجرة حياة جهاد ونضال مسلح، سيواجه (صلى الله عليه وسلم) العرب جميعاً، سيرميه العرب عن قوس واحدة، ستقف الجبهات المتعددة ضد دعوته العالمية، الجبهة الوثنية في جزيرة العرب، والجبهة الوثنية المجوسية من عباد النار والجبهة اليهودية المحرفة لما أنزل الله والغادرة التي لا ترقب في مؤمن ذمة، والجبهة النصرانية التي حرفت الإنجيل والتي خلطت التوحيد بالوثنية، والتي تتمثل في دولة الروم البيزنطية.
كان لا بد أن يتهيأ (صلى الله عليه وسلم) لهذه المرحلة الضخمة المقبلة ومواجهة كل هذه الجبهات، بهذا العدد القليل وهذه العدة الضئيلة، فأراد الله أن يريه من آياته في الأرض وآياته في السماء.. قال الله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا} حتى يرى آيات الله في هذا الكون وفي السماء أيضاً كما قال الله تعالى في سورة النجم التي أشار فيها إلى المعراج: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى ما زاغ البصر وما طغى}.

أراد الله أن يريه من هذه الآيات الكبرى حتى يقوى قلبه ويصلب عوده، وتشتد إرادته في مواجهة الكفر بأنواعه وضلالاته، كما فعل الله تعالى مع موسى عليه السلام، حينما أراد أن يبعثه إلى فرعون، هذا الطاغية الجبار المتأله في الأرض الذي قال للناس أنا ربكم الأعلى، ما علمت لكم من إله غيري.

عندما أراد الله أن يبعث موسى إلى فرعون، أراه من آياته ليقوى قلبه، فلا يخاف فرعون ولا يتزلزل أمامه، حينما ناجى الله عز وجل، وقال: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى* قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى* فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى* قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى* وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى* لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى}، هذا هو السر، لنريك من آياتنا الكبرى، فإذا علمت أنك تركن إلى ركن ركين، وتعتصم بحصن حصين، وتتمسك بحبل متين؛ فلا تخاف عدواً هكذا فعل الله مع موسى، وهكذا فعل الله مع محمد (صلى الله عليه وسلم)، أراه من آياته في الأرض ومن آياته في السماء، الآيات الكبرى ليستعد للمرحلة القادمة..

الصلاة.. معراج

كان الإسراء والمعراج تهيئة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان تكريماً لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكان تسلية لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) عما أصابه من قومه في مكة وفي الطائف، وكان كذلك لشيء مهم جديد في حياة المسلمين وله أثره في حياتهم المستقبلية، هو فرض الصلاة، فرض الله في هذه الليلة الصلاة، عادة الدول حينما يكون هناك أمر مهم تستدعي سفراءها، لا تكتفي بأن ترسل إليهم رسالة إنما تستدعيهم ليمثلوا عندها شخصياً وتتشاور معهم، وهكذا أراد الله سبحانه وتعالى أن يستدعي سفيره إلى الخلق، محمد (صلى الله عليه وسلم) ليسري به من المسجد الحرام، ثم يعرج به إلى السموات العلا إلى سدرة المنتهى، ليفرض عليه الصلاة، إيذاناً بأهمية هذه الفريضة في حياة الإنسان المسلم والمجتمع المسلم، هذه الفريضة التي تجعل المرء على موعد مع ربه أبداً، هذه الفريضة فرضت أول ما فرضت خمسين صلاة، ثم مازال النبي (صلى الله عليه وسلم) يسأل ربه التخفيف بإشارة أخيه موسى حتى خفف الله عنهم هذه الصلوات إلى خمس، وقال هي في العمل خمس وفي الأجر خمسون، فهي من بقايا تلك الليلة المباركة.

هي معراج لكل مسلم، إذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) قد عرج به إلى السموات العلا، فلديك يا أخي المسلم معراج روحي تستطيع أن ترقى به ما شاء الله عز وجل، بواسطة الصلاة التي يقول الله تبارك وتعالى فيها في الحديث القدسي: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي قسمين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال عبدي: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم، قال تعالى أثنى علي عبدي، فإذا قال مالك يوم الدين قال الله تعالى مجّدني عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم إلى آخر الفاتحة، قال الله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"..

قيادة جديدة

المسلم وهو يصلي يستطيع أن يرتقي حتى يكاد يسمع هذه الكلمات من الله تبارك وتعالى، الصلاة هي معراج المسلم إلى الله تبارك وتعالى، ثم لا بد أن ننظر لماذا كان هذا الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، لماذا لم يعرج برسول الله (صلى الله عليه وسلم) مباشرة من المسجد الحرام إلى السموات العلا؟ هذا يدلنا على أن المرور بهذه المحطة القدسية، المرور ببيت المقدس، في هذه الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، المرور بالمسجد الأقصى كان مقصوداً، والصلاة بالأنبياء الذين استقبلوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بيت المقدس، وأنه أمهم، هذا له معناه ودلالته، أن القيادة قد انتقلت إلى أمة جديدة وإلى نبوة جديدة، إلى نبوة عالمية ليست كالنبوات السابقة التي أرسل فيها كل نبي لقومه، هذه نبوة عامة خالدة لكل الناس، رحمة للعالمين، ولجميع الأقاليم ولسائر الأزمان، فهي الرسالة الدائمة إلى يوم القيامة عموم هذه الرسالة وخلودها كان أمراً لا بد منه، وهذه الصلاة بالأنبياء تدل على هذا الأمر، والذهاب إلى المسجد الأقصى، وإلى أرض النبوات القديمة، التي كان فيها إبراهيم، وإسحاق وموسى وعيسى إيذان بانتقال القيادة.. القيادة انتقلت إلى الأمة الجديدة وإلى الرسالة العالمية الخالدة الجديدة..

مصير واحد

ثم أراد الله تبارك وتعالى أن يربط بين المسجدين، المسجد الذي ابتدأ منه الإسراء، والمسجد الذي انتهى إليه الإسراء، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أراد الله عز وجل لما يعلمه بعد ذلك أن يرتبط في وجدان المسلم هذان المسجدان، المسجد الحرام والمسجد الأقصى، وأراد الله أن يثبت المسجد الأقصى بقوله الذي باركنا حوله، وصف الله هذا المسجد بالبركة، وهذا قبل أن يوجد مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ لأن المسجد النبوي لم ينشأ إلا بعد الهجرة، في المدينة فأراد الله أن يوطد هذا المعنى ويثبته في عقول الأمة وقلوبها، حتى لا يفرطوا في أحد المسجدين، من فرط في المسجد الأقصى أوشك أن يفرط في المسجد الحرام، المسجد الذي ارتبط بالإسراء والمعراج، والذي صلى إليه المسلمون مدة طويلة من الزمن، حينما فرضت الصلاة، كان المسلمون يصلون إلى بيت المقدس، كان بيت المقدس قبلتهم، ثلاث سنين في مكة وستة عشر شهراً في المدينة، صلوا إلى هذا المسجد إلى بيت المقدس، كان قبلة المسلمين الأولى، فهو القبلة الأولى، وهو أرض الإسراء والمعراج، وهو المسجد الذي لا تشد الرحال إلا إليه وإلى المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبهذا كانت القدس هي المدينة الثالثة المعظمة في الإسلام بعد مكة والمدينة.

بشارة للمسلمين

هكذا ينبغي أن يعي المسلمون أهمية القدس في تاريخهم وأهمية المسجد الأقصى في دينهم، وفي عقيدتهم وفي حياتهم، ومن أجل هذا حرص المسلمون طوال التاريخ أن يظل هذا المسجد بأيديهم.
وحينما احتل الصليبيون المسجد الأقصى، حينما جاءوا إلى فلسطين بقضهم وقضيضهم وثالوثهم وصليبهم، جاءوا من أوروبا، حروب الفرنجة أو كما يسمونها الحروب الصليبية، جاء هؤلاء وأقاموا لهم ممالك وإمارات، في فلسطين واحتلوا المسجد الأقصى، هيأ الله من أبناء الإسلام، ومن قادة المسلمين من نذروا حياتهم لتحرير هذا المسجد، وكان هؤلاء القادة من غير العرب، بدأ ذلك بعماد الدين زنكي القائد العظيم، وبابنه الشهيد نور الدين محمود، الذي يلقب بالشهيد مع أنه لم يستشهد، ولكنه عاش حياته تائقاً للشهادة في سبيل الله، وكان يشبه بالخلفاء الراشدين بعدله وزهده وحسن سياسته، وتلميذ نور الدين محمود صلاح الدين الأيوبي البطل الكردي الذي حقق الله على يديه النصر، في معركة حطّين ومعركة فتح بيت المقدس.. فتح بيت المقدس ولم يرق فيها من الدماء إلا بقدر الضرورة، بينما حينما دخلها الصليبيون غاص الناس في الدماء إلى الركب، قتلت الآلاف وعشرات الآلاف، ولكن هذا هو الإسلام.

المكان لا المبنى

إن المسجد الأقصى حينما كان الإسراء لم يكن هناك مسجد مشيد، كان هناك مكان للمسجد، كما قال تعالى {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} فقوله إلى المسجد الأقصى بشارة بأن المكان سيتحول إلى مسجد وهو أقصى بالنسبة إلى أهل الحجاز، ومعنى هذا أن الإسلام سيمتد وسيأخذ هذا المكان الذي تسيطر عليه الإمبراطورية الرومية، كان هذا بشارة للمسلمين أن دينهم سيظهر وأن دولتهم ستتسع، وأن ملكهم سيمتد وسيكون هناك مسجد أقصى، وقد كان..
دخل المسلمون القدس في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، أبى بطريرك القدس سيفرنيوس أن يسلم مفتاح المدينة إلا لخليفة المسلمين، أبى أن يسلمها للقادة العسكريين، قال: أريد الخليفة بنفسه، وجاء عمر في رحلة تاريخية شهيرة مثيرة وتسلم مفتاح المدينة، وكتب عهداً الذي يسمى "العهدة العمرية"، عهداً لهؤلاء أن يأمنوا على أنفسهم وأموالهم وذراريهم ومعابدهم وشعائرهم وكل ما يحرص الناس عليه، وشرط اشترطوه ألا يساكنهم فيها أحد من اليهود.

وحينما دخل المسلمون إلى القدس لم يكن فيها يهودي واحد فقد أزال الرومان من سنة 135 ميلادية الوجود اليهودي تماماً؛ ولذلك لم يأخذ المسلمون القدس من اليهود أو من الإسرائيليين إنما أخذوها من الرومان، وقبل ذلك زالت الدولة اليهودية على يد البابليين، وبعد ذلك زال الوجود اليهودي نفسه على يد الرومان وزالت الدولة اليهودية منذ أكثر من 25 قرناً، سنة 486 قبل الميلاد، والآن اليهود يقولون: نحن أصحاب القدس ولنا حق تاريخي.. فأين هذا الحق؟ نحن أصحاب هذا الحق، القدس سكنها العرب، من القديم، اليبوسيون والكنعانيون قبل الميلاد بثلاثين قرناً، ثم أخذها المسلمون من أربعة عشر قرناً، أو يزيد.. فأين حقكم؟ وأين ما تدعون؟ إنه لا حق لهؤلاء، ولكنه حق الحديد والنار، تكلم السيف فاسكت أيها القلم، منطق القوة وليس قوة المنطق، نحن نرفض هذا المنطق ونتمسك بحقنا، نتمسك بالمسجد الأقصى ولا نفرط فيه، إذا فرطنا فيه فقد فرطنا في قبلتنا الأولى، فرطنا في أرض الإسراء والمعراج، فرطنا في ثالث المسجدين المعظمين، فرطنا في ديننا ودنيانا وكرامتنا وحقوقنا ولن نفرط في ذلك أبداً، سنظل نقاوم ونجاهد..

إسرائيل تريد أن ترغمنا على الأمر الواقع، هي في كل يوم تفعل شيئاً تقيم مستوطنات وتزيل بيوتاً، تهدد الناس في القدس، تخرجهم ولا تسمح لهم بالعودة، لا تسمح لأحد أن يبني بيتاً.. هكذا كل يوم مستوطنة؛ ذلك لترغمنا أن نرضى بالأمر الواقع، وهم يقولون الآن خذوا حجارة المسجد الأقصى، سنرقمها لكم، انقلوها إلى المملكة السعودية، وابنوا ما شئتم من مسجد هناك، ومستعدون أن ندفع لكم النفقات، كأن الحجارة هي المقدسة، المكان هو الذي قدسه الله، وليس الحجارة، يمكن أن نأتي بأي حجارة إنما القدسية لهذا المكان الذي بارك الله حوله، في هذه الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، لن نقبل أن يضيع المسجد الأقصى، لن نقبل أبداً ضياع المسجد الأقصى.

المسجد الأقصى ملك لجميع المسلمين

كل مسلم عليه واجب نحو هذا المسجد الأمر لا يتعلق بالفلسطينيين وحدهم، كل المسلمين مسؤولون عن القدس وعن المسجد الأقصى، أنا قلت لبعض الإخوة الفلسطينيين لو أنكم تقاعستم وتخاذلتم واستسلمتم وهزمتم نفسياً وسلمتم المسجد الأقصى، لوجب علينا أن نقاتلكم كما نقاتل اليهود، دفاعاً عن حرماتنا وعن مقدساتنا، وعن قدسنا وعن مسجدنا الأقصى، المسجد الأقصى ليس ملكاً للفلسطينيين حتى يقول بعض الناس هل أنتم ملكيون أكثر من الملك، هل أنتم فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين؟ نعم فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين، وقدسيون أكثر من القدسيين، وأقصويون أكثر من الأقصويين، هذا مسجدنا، هذه حرماتنا، هذه كرامة أمتنا، هذه عقيدتنا سنظل نوعي المسلمين، ونقف ضد هذا التهويد للأقصى ومقدساته.
وقد أراد الله تعالى أن يربط هذا المسجد بهذه الذكرى لنظل في كل عام كلما جاءت ذكرى الإسراء في أواخر رجب ويحتفل بها المسلمون في كل مكان ذكرتنا بهذا الأمر الجلل، هذه القضية الخطيرة، هذه القضية المقدسة..
لا يمكن أيها الإخوة أن نفرط فيها، إذا كان اليهود قد حلموا بإقامة دولة واستطاعوا أن يحققوا حلمهم، فعلينا أن نحلم نحن بأننا لا يمكن أن نفرط في مسجدنا حتى وإن رأينا الواقع المر يستسلم هذا الاستسلام، وينهزم هذا الانهزام، لا يجوز لنا أن نسير في ركابه منهزمين.
يجب أن نعتقد أن الله تبارك وتعالى معنا وأن الله ناصرنا وأنه مظهر دينه على الدين كله، وأنه ناصر الفئة المؤمنة، وكما روى الإمام أحمد والطبراني، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".


->إقراء المزيد...

الخميس، 16 يوليو 2009

جمال الخالق ..

السلام عليكم ..
انتظرت طويلا ريثما تفتحت براعم الازهار في حديقتنا .. كنت اصور الصورة تلو الاخرى بعد فترة الى أن تجمعت أغلب الصور ..وهي صور لمجموع او لباقة الورود التي املكها لدي ..
ورود رائعة من صنع الخالق جل عولاه والاروع من يعرف معانيها
يقول نزار قباني : وإن سحقتم وردة فسوف يبقى العطر ..
فالتواضع والشموخ ... .. دندن لها انغامها
الورد ألقى ببعضه ..... على خطى سيرها
الحسن ساكن قلبها ...... بطبعها واصلها
في كل يوم يزيد قدرها مثل شمس نهارها
لو رسم فنان شكلها بقى حاير في سحرها
عين ترخص وعين تكرم .....بس لجل عينها
بقى الزمن ولا دار ..... هذا هو طيبها
الأشعار تمت حروفها فقط عند حضورها
بلسم حين الألم يأخذ طريقه بإختصار ....




فمهما وصفنا هذا الجمال لن نستطيع اعطاءه قدره من الوصف فجمال الوردة ليس فقط فيها بل في اوراقها وشوكها ايضا ولكل تعبيره الخاص به فهذا من صنع الخالق .. فالله جميل ويحب الجمال وما نحن الا بشر نعجر عن وصف الخالق تعالى ..








معاني الورود

احببت ان اضع بعض من معاني هذه الورود وصفاتها مع ان الوردة مهما كانت غنية بمعانيها المهم هي وردة ولها وقع خاص في النفس ..







الوردة الصفراء,,,تمثل السعادة و الغيرة في الحب ...









الوردة البيضاء,,,تمثل النقاء و الخصوصية ...ورسالتها ... "انت هدية من السماء" وأنا أؤمن بعفتك وطهارتك










الوردة البرتقالية وهي تمثل رهافة المشاعر . و تقول .."رقتك تفوق رقة الورود"..











الوردة البنفسجية وهي تمثل الحب الحزين وأتمنى لك كل السعادة والتوفيق











الوردة الزهرية وهي تمثل الرقة و الإفتـتان ...و رسالتها ..."أنا معجب بك"










الوردة الحمراء وهي تمثل الجمال و الحب ...و رسالتها..."أحبك من كل قلبي" وأنا أعد الأيام إلى أن نتقابل مرة ثانية


دلالات الورود



اما اعداد ال
ورود فلها دلالات أخرى منها:
الوردة الوحيدة : أنت كل شئ لي

الوردتان : دعنا نسافر مع بعضنا البعض

3 وردات : متى أستطيع مقابلتك مرة ثانية ؟

4 وردات : أنا شاكر لك

5وردات : سأفعل أي شئ تطلبه
6وردات : أنا أشك في كلمتك
7وردات : أنا أحبك
8 وردات : أنا مخلص لك حتى الموت
9وردات : أريد أن أكون وحدي معك
10 وردات : هل تريد الزواج بي ؟




هذه كلها معاني واجتهاد للورود مع انها لا تحتاج الى اي وصف او معني فهي بحد ذاتها وصفا لا يوصف ومعنى ليس له معنى !! فهي من صنع الخالق فلا يوصف يوصفها ولا معنى يعبر عنها او جمالها ..
أحببت ان اكتب عن الموضوع لحبي الشديد للورود ولكثرة تاملاتي فيه ورؤية جمال الخالق وصنعه فيه ...

->إقراء المزيد...

الثلاثاء، 7 يوليو 2009

تعب الأنتظار ..





كثيرا هي امور الحياة التي ننتظرها ونتوق اليها ..فالأشياء تأخذ قيمتها من أنتظارنا لها ,,فلا لطعم أي شيء من دون الانتظار لها ..

ولا تحلو لنا الكثير من الاشياء وخاصة الاحلام من دون أنتظارنا لها لتحقيقها ..

فهناك من يشتاق وينتظر تحقيق حلمه وهناك من ينتظر نتائجة الدراسة وهناك من ينتظر محبوبة وهناك.. وهناك ...



فوقت الانتظار وقت قاتل وملل ومرهق يبعث على النفس التعب والارهاق لكن بدون الإنتظار لن نحس بمذاق الوصول إلى مانصبوا إليه

ففي كتاب The Kite Runner ( كتاب الافغاني ) كان في مقطع يقول أن كل شئ قدر له وقت .. فلن تنعم بطعم الفاكهه إذا قطفتها قبل وقتها .. فلا بد لنا أن نعطي " فاكهة حياتنا " أوقاتها لكي تنضج ..

فالانتظار .. جعل حياة بشر كثر .. حياة برزخية .. يصبحون على الدود وينامون في الليل بين اللحود !ينتظرون الموت في كل أشكاله .. إن لم تكن حرباً دامية .. فسيارة طاحنة ..وإن لم يكن مرضاً عضالاً .. فموتاً مفاجأً !! انتظارهم للموت .. أحال حياتهم لسواد .. ونسوا أن يعمروا دنياهم .. فخربوا دنياهم وأخراهم !!

فنتائج الانتظار ليست مشروطة بان تكون دوما نتائج مفرحة او محزنة او ما نتمنى فالذي أعرفه أن نصيب الذين لا ينتظرون من السعادة أكثر من هؤلاء الذين يفضلون الانتظار وبالتأكيد اختيار عدم الانتظار يتطلب مجازفة وشجاعة بنفس الوقت.

فهذا العالم الانتظاري ليس له نهاية وما أصعب الدخول في دوامته وخاصا عندما يكون ممزوجا ببعض الاحلام التي ننتظر تحقيقها ..

فالوقت هو الخصم الوحيد في عالم الانتظار والذي يمر ببطء شديد ولا تستطعون التحكم به فانتم مجبرون عليه ..


وبالرغم هذا الشقاء والعناء سنبقى منتظرين رغم مرور الفصول علينا من بردها وحرها .. ورغم اعتراضنا له فلا سبيل الا الانتظار ..
فأصعب شيء في الدنيا عندما ننتظر تحقيق حلم ما نصبو اليه او ننتظر خبر مفرح او لقاء عزيز علينا ولكن مااحلى طعم الانتظار عندما تكون النهاية مفرحة ..

->إقراء المزيد...

الخميس، 2 يوليو 2009

ثقافة الهدم في عاصمة الثقافة العربية


ثقافة الهدم في عاصمة الثقافة العربية
المصدر: مجلة العودة /بقلم ياسر علي





هل كانت القدس بحاجة إلى مزيد من القيمة في نفوس محبّيها، أو في مكانتها الدينية والحضارية والتاريخية، ليتمّ اختيارها في مجلس وزراء الثقافة العرب في مسقط 2006، ضمن برنامج عواصم الثقافة العربية «عاصمة للثقافة العربية عام 2009». فهل تحتاج مدينة تحمل أهم الصفات والألقاب في التاريخ الديني والحضاري لهذه المنطقة إلى هذا التكريم؟ فهي عاصمة الوعي والفكر في العالم العربي، ومنارة المثقفين، وقبلة العاشقين، ولهفة المشتاقين، ومهوى أفئدة المؤمنين، ومقصد المقاومين، وتصميم الأحرار، وحداء الثوار، وملهمة الأنصار، ومنبع الأفكار، ووجع الأشعار.. وهي زهرة المدائن، ودرّة العواصم، ومدينة الأنبياء، وبوابة السماء، ومهبط الديانات، وملتقى الحضارات. غير أن هذا الإعلان جاء في أهميته ليتزامن مع أخطر مراحل تهويد القدس حتى الآن، وهي المحتلّة المغتصبة، والمحاصرة بالاستيطان والتهويد، وساحة الصراع الأبرز مع المحتل، والمستهدفة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، وهي ألم الحاضر وأمل المستقبل.. فليس إذن من أجل رفع قيمتها في العالم، بل من أجل الحفاظ على ما هي عليه، فقيمتها الدينية والدنيوية، المادية والمعنوية، الجغرافيّة والتاريخية، تستحق (بل يجب) أن تجعل منها عاصمة دائمة للثقافة العريبة، وعاصمة العواصم العربية والإسلامية. في المقابل، ابتُلينا بعدوّ لا يقدر لهذا التاريخ ولهذه الثقافة قيمة، وهما ليسا شيئاً ذا قيمة أمام عنصريته الدينية والإثنية وفاشيته الأخلاقية.. فشرع منذ اليوم الأول لاحتلال القدس بعمليات الهدم والتهويد المنظم للمدينة، فأنشبت جرافاته مخالبها وأعملت خراباً في المدينة، ولم يكد يمضي الشهر الأول على نكسة عام 1967 وضياع القدس حتى كان الاحتلال قد أزال حارات بكاملها من الوجود، واستيقظ العالم على ساحة البراق بلا حارة الشرف (المغاربة) التي أنشئت منذ عهد صلاح الدين. وصودرت وثائق المحكمة الشرعية وبدأت عمليات التزوير «البطيء الخجول!».. وعمليات الحفر «السرية» تحت المسجد الأقصى.


أما اليوم، فلا بطء ولا خجل ولا سرية في عمليات التهويد، بل زاد عليها العنف والإكراه والغصب والسطو العلني، وطرد السكان من بيوتهم ورميهم في الشارع وهدم المباني أمام عيونهم. كنا في صدد الإعلان عن فعاليات «القدس عاصمة للثقافة العربية 2009»، فاندلع العدوان على غزة، في أواخر العام الماضي، وبعد انتهاء العدوان وتردداته المتنوعة، أراد الاحتلال تعويض فشله في غزة برفع مستوى التوتر في المنطقة عبر تفعيل عملية التهويد في القدس، وهذا ما فعله في حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة (أمرُ إخلاء 28 منزلاً)، وفي حي البستان في سلوان جنوب البلدة القديمة (أمر إخلاء 88 منزلاً فيها 1500 نسمة)، وفي حي العباسية جنوب البلدة القديمة (أمر إخلاء 32 منزلاً)، وفي حي راس خميس قرب مخيم شعفاط شمال البلدة القديمة (55 منزلاً). والناظر إلى عمليات التهويد، لا يمكنه إلا أن يربط أهداف هذا التهويد بالهدم الثقافي، فهذا التهويد يركز على أهم عناصر الثقافة والحضارة في فلسطين (الدين واللغة والتاريخ والبشر والآثار). وهذا الهدم ليس فعل شخص أو جهة واحدة ذات هدف واحد محدد، بل هو حرب شاملة تحتاج إلى ردٍ شاملٍ على مستواها. من هنا، لا يكفي الردّ على ثقافة الهدم هذه بالثقافة العربية في القدس وحدها، وقد جرت العادة أن ندعو العرب والمسلمين للتعاون من أجل الدفاع عن القدس، وهذا ما فعلته حملات الفعالية (ثلاثٌ على الأقل!) حيث جالت على العواصم لحثّها على التضامن الثقافي مع القدس وتبنّي الاحتفالية في فعالياتها الثقافية. باتت الحاجة ملحّة للدفع باتجاه الاتحاد الثقافي على الأقل من أجل القدس، فحرب الاحتلال عليها شاملة، تنال البشر والحجر والمقدسات والتاريخ والحضارة. هذا الاتحاد يجب أن يشد رباطه، فضلاً عن الدين والتاريخ والحضارة، ثقافة آنية متينة وفعّالة ومتفاعلة. فهذه الاحتفالية بحاجة إلى جهد العواصم كلها.. فإن خَدمتْها العواصم بالفعاليات، فستخدمهم هي –فضلاً عن تشرّفهم بخدمتها- بمنحهم نفحةً من الوحدة التي افتقدوها زمناً طويلاً.. ولو كانت وحدة ثقافية فقط!

اما عن رأي فأرى أن الدعم الثقافي لم يجد له طريق فكل يوم نجد دعما جديدا ولكن أين النتائج فسياسية الهدم ما زالت مستمرة بل وكثرت ايضا وربما هناك ايضا عمليات بالخفاء ورغم المناشدة لوقف الهدم وغيره الا انها تضرب في عرض الحائط فلا حياة لمن تنادي ..
فالقدس الان في أمس الحاجة للعرب ولكن الان اخذ العرب يفكرون ما المرجو منها وما النتيجة فهم في الاغلب خائفون على مقاعدهم من أن تختفي من تحتهم وعندها ماذا يستفدون منها ..
فما زلنا بحاجة الى أن نشد الايدي والنضال وما زال الطريق طويلا امام هذا المغتصب والاهم من هذا كله هو توحيد صفوفنا قبل توحيد الشعوب والعمل سويا يد واحدة بلا انقسامات واهداف بعيدة عن تحرير الوطن والبدأ بانفسنا قبل كل شيء ..

->إقراء المزيد...
Blog Widget by LinkWithin

أكثر المواضيع قراءة

جميع الحقوق محفوظة © أكليل الندى

  © Blogger template 'Froggy' by Ourblogtemplates.com 2008

العودة للاعلى